تفصيل
- الصفحات : 153 صفحة،
- سنة الطباعة : 2024،
- الغلاف : غلاف مقوى،
- الطباعة : الأولى ،
- لون الطباعة :أسود،
- ردمك : 978-9931-08-757-1.
تعد عملية تسوية الخلافات داخل المنظمة العالمية من أهم المراحل التي عرفت على مدار السنوات الماضية العديد من الدراسات والتحليلات، و لعل جهاز تسوية الخلافات داخل هذه المنظمة أخذ حصة الأسد، كونه يمثل نقطة التقاء التناقضات الموجودة بين القانون- التجارة والسياسة،و لهذا جمع هذا الجهاز كل هذه الاختلافات مكونا بذلك نموذجا صَعُب تحديد طبيعته القانونية،و هذا يظهر من خلال محاولات تصنيفه،فمن الفقهاء المختصين من يصنفه على انه جهاز قضائي،في حين يرى آخرون العكس ويعتبرونه جهاز ذو طبيعة شبه قضائية لكنه يسير نحو التحول الى التميز بالطبيعة القضائية رغم وجود عراقيل وصفات تمنع هذا الوصف.
هذا الكتاب هو محاولة للغوص داخل هذه المنظمة العالمية التي تمثل ظاهرة العولمة، وسيسمح للقارئ خاصة منه المهتم بدراسة مثل هذه المنظمات العالمية بالتعرف على آلية تسوية الخلافات وهذا مرورا بدراسة تركيبة أهم جهاز داخل هذه المنظمة والذي تم تأسيسه ليصبح جهازًا مختصا بالفصل في الخلافات التي تنشأ بين الدول الأعضاء في هذه المنظمة،راسما بذلك مسارا جديدا في عملية التسوية التي كانت في السابق تستعمل طرق التسوية المعروفة في القانون الدولي،فهذا الجهاز هو الذي يشرف على هيئات تسوية متخصصة تعمل على وضع حد لمختلف الخلافات التجارية بأنواعها الكثيرة،و هو ما يمثل قوة المنظمة وفعاليتها.
شهدت المنظمة العالمية للتجارة تجاذبات كبيرة نتيجة الجدالات المطروحة بخصوص قضايا مصيرية من شأنها تحديد معالم دور هذه الأخيرة في المستقبل المنظور، وزادت هذه الحدة نتيجة التغيرات الجذرية التي فرضتها عوامل وظروف مست الاقتصاد العالمي لا سيما جائحة كورونا وكذا أزمة النفط العالمية الأخيرة ـمرورا بالحروب التجارية المتنوعة والعديدة التي ظهر آثارها على مختلف المنظمات العالمية نتيجة التجاذبات السياسية والاقتصادية،و التي بلا محالة تؤسس وتعيد رسم خارطة تضاريس الاقتصاد العالمي.
لا بد في مثل هذه المواضيع إلقاء الضوء على تلك المراحل التي سبقت إنشاء منظمة التجارة العالمية المعروفة بشكلها الحالي اليوم، لأنه لا يمكن تعريف ودراسة أحد أهم أجهزة هذه المنظمة العالمية للتجارة، من دون تسليط النور على تلك الإرتباطات الموجودة بين مرحلة ما قبل إنشاء منظمة تختص برعاية شؤون التجارة العالمية، وبين مرحلة التأسيس الفعلي لهذه المنظمة العالمية للتجارة والتي يرتبط أيضا ميلاد جهاز تسوية الخلافات التجارية بالبدء بالعمل بهذه الأخيرة، كونه أحد أهم ركائزها، والتي أسند له مهمة تسوية الخلافات التجارية الدولية، وهذا نحو محاولة للتوصل لتحقيق نظام تجاري دولي يتسم بالتوازن والمساواة بين جميع أطرافه، وهذا لن يتم إلا إذا تم التوصل لنظام فعال في مجال تسوية الخلافات التجارية الدولية، وعليه إخترنا التطرق أولا للتعريف ب (ج ت خ) وهيئات التسوية المشرف عليها(المبحث الأول) ثم أنواع الخلافات المختص بالنظر فيها وطرق تسويتها ( المبحث الثاني).