ظهرت النظرية المالية التقليدية مند حوالي ستون سنة وقد أضافت عنصرا أساسيا لعلم الاقتصاد هو مفهوم الخطر وكانت ركائزها مبادئ المراجحة لMiller et Modigliani ومبادئ إدارة المحفظة المالية لـMarkowitz  ونموذج تسعير الأصول الرأسمالية لـ Sharpe , Linter ,Tobin et  Fama ونموذج تسعير الخيارات ل Black Sholes et Merton  .

فالخطر هو  مفهوم أساسي للتحليل في النظرية المالية سواءا تعلق الأمر بتقييم الأصول المالية فالمستثمر يطالب دائما بعائد يفوق معدل العائد المستحق على الأصل المالي والذي يعبر عن درجة الخطر المتضمنة في الأصل أو تقييم المؤسسة بصفة كلية فقيمة المؤسسة ترتبط ارتباطا وثيقا بدرجة الخطر التي تتضمنها محفظة نشاطها وذلك وفقا لعلاقة عكسية إذ كلما انخفضت درجة المخاطر تنخفض تكلفة رأس مال المؤسسة مما يرفع في قيمتها  .أو باتخاذ قرار مالي كتمويل مشروع او المفاضلة بين المشاريع.

إن التعرف على مختلف المخاطر التي تتعرض لها المؤسسة وتقييمها بصفة موضوعية  ومن ثم تسيير هذه المخاطر وفق السيرورة التي تقرها النظرية المالية والتي تتضمن قياس الخطر ومراقبته وووضع الأدوات الملائمة للتحوط ضده يمكن من حماية المركز المالي للمؤسسة ويجنبها وضعيات العسر المالي أو الإفلاس.

و في ما يخص التحوط ضد المخاطر المالية فقد خصصت النظرية المالية فرعا كاملا يهتم بتصميم وابتكار أدوات الحماية ضد المخاطر المالية وهو الهندسة المالية والتي ظهرت منذ سبعينات القرن الماضي وتطورت مع تطور الأسواق المالية وزيادة الحاجة إلى أدوات التغطية ضد المخاطر المالية التي فرضتها تعقد الأنشطة الاقتصادية والمعاملات المالية.

يتضمن محتوى هذا الكتاب أربعة فصول الفصل الأول يتمحور حول الخطر في النظرية المالية حيث يتعرض إلى طرح المنفعة إلى مفهوم الخطر وقياسه وتقنيات التعامل معه.

الفصل الثاني خصص لقياس مكافأة الخطر وفق ابعاد سلوكية التي أعادت تحليل سلوك الفرد  تجاه الخطر وفق عوامل ذاتية نفسية واجتماعية.

الفصل الثالث يتعرض إلى  أهم المخاطر المالية التي تتعرض لها المؤسسات سواءا الاقتصادية أو المالية.

الفصل الرابع يعرض أدوات الحماية ضد المخاطر المالية في إطار الهندسة المالية التقليدية ويختتم بالتطرق إلى المخاطر التي يمكن أن تسببها هذه الأدوات بدورها.