تفصيل
- الصفحات : 121 صفحة،
- سنة الطباعة : 2022،
- الغلاف : غلاف مقوى،
- الطباعة : الأولى،
- لون الطباعة :أسود،
- ردمك : 978-9931-08-315-3.
إنّ أهم ما يميز الإنسان عن غيره من الكائنات الأخرى اللغة؛ إذ أنها تمثل منبع المحاكاة والتدريب والممارسة، والتعبير الشفهي يعدّ أحد أهم مهاراتها؛ كونه يشغل مكانة مرموقة في عملية التواصل بين الأفراد والمجتمعات، كما أنّه يعتبر من بين الأهداف الرئيسية لتعلم اللغة العربية، وبالتالي يساهم في إنجاح العملية التواصلية.
ونظرا إلى دوره الكبير، نجد المنظومة التربوية الجزائرية قد أولته عناية خاصة، وذلك بمحاولتها تسهيل طرق تدريسه، والقضاء تدريجيا على الصعوبات، التي تواجه المتعلم والمعلم معًا.
مرحلة التعليم المتوسط مرحلة فائقة الأهمية في مسار المتعلمين، لتلقينهم المنطوق (التعبير الشفهي)، وذلك نتيجة النضج العقلي، واكتمال المدارك ووضوحها.
ولهذا السبب نجد أن تغيير طرق التدريس، من بيداغوجيا التدريس بالأهداف إلى بيداغوجيا التدريس بالكفاءات، من بين الإصلاحات التي نصت عليها المنظومة التربوية، في إطار مناهج الجيل الثاني، والتي جعلت من المتعلم محور العملية التعليمية، لتحاول دراستنا الموسومة بـ: “تعليمية ميدان فهم المنطوق في ظل المقاربة بالكفاءات: أقسام السنة الرابعة متوسط دراسة ميدانية” أنْ تجيب عن التساؤلات الآتية:
– ما هي الصعوبات التي يواجهها المتعلم في ميدان فهم المنطوق؟ وما هي أسباب ضعف التلاميذ في هذا الميدان؟ وهل النصوص المقترحة في الكتاب المدرسي تتماشى مع مستوى التلاميذ؟ وما مدى تجاوبهم مع حصة ميدان فهم المنطوق؟
– ما هي الوسائل المساعدة على تنمية مهارتي الاستماع والتحدث لدى التلاميذ؟
وللإجابة عن هذه التساؤلات، وضعنا الفرضيات الآتية:
– ضعف الرصيد اللغوي لدى المتعلمين، مما يجعلهم غير قادرين على التعبير عما سمعوه أثناء حصة ميدان فهم المنطوق، بأسلوب راقي وبلغة سليمة من الأخطاء، وبمنهجية صحيحة.
– بعض النصوص المقترحة لميدان فهم المنطوق تتماشى أحيانا ومستوى التلاميذ، وهذا ما يجعلهم يعانون من صعوبة الفهم والاستيعاب.
– عدم كفاية المدة الزمنية المخصصة لتدريس حصة ميدان فهم المنطوق.
الدافع للبحث في هذا الموضوع هو:
– طبيعة وأهمية حصة ميدان فهم المنطوق في ميادين اللغة العربية.
– ملاحظتنا وتسجيلنا للنقائص التي يعاني منها التلاميذ في نشاط التعبير الشفهي، وعدم قدرتهم على التعبير عن أفكارهم بطريقة صحيحة وبلغة سليمة.
– رغبتنا في معرفة الصعوبات التي يواجهها المعلم والمتعلم، أثناء تقديم حصة ميدان فهم المنطوق.
أهمية هذه الدراسة تكمن في كونها من أهم الموضوعات الحديثة، باعتبارها النوع الأكثر تداولا في المراحل التعليمية، بالإضافة إلى أنّ التعبير وسيلة اتصال بين الفرد والجماعة؛ إذ يساعد التلاميذ على الوفاء بمتطلبات الحياة المختلفة المادية والاجتماعية، كما أن كثرة التدريب على التعبير يُكسب التلاميذ السرعة في التفكير، ومواجهة المواقف الكلامية الطارئة، كما يزودهم بثروة لغوية، تُنمّي قدراتهم طوال مشوارهم الدراسي.
أما الأهداف المرجوة من هذه الدراسة فهي متعددة، نذكر منها:
– وضع طرق مناسبة لتسيير حصة ميدان فهم المنطوق.
– معرفة الصعوبات التي تواجه المعلم والمتعلم في هذا الميدان، بمحاولة إيجاد الطرق المثلى لتدريسه.
– إبراز المكانة التي يحتلها ميدان فهم المنطوق، في ظل المقاربة بالكفاءات.
وتضمنت خطة الدراسة التي اعتمدنا عليها على: مقدمة، وفصلين، وخلاصة نتائج، فصل نظري معنون بـ: “تعليمية ميدان فهم المنطوق في ظل المقاربة بالكفاءات”، وقد خُصّص للإطار النظري، يحتوي هذا الفصل على مبحثين اثنين؛ المبحث الأول: تمّ تخصيصه للحديث عن المقاربة بالكفاءات، وتناولنا فيه: لمحة تاريخية عن نشأة المقاربة بالكفاءات، ودواعي اختيارها في المدرسة الجزائرية، مفهومها، بالوقوف عند أهم خصائصها، وأهدافها، والمقارنة بينها وبين المقاربة بالأهداف، والمبحث الثاني: تناولنا فيه كل ما يخص تعليمية ميدان فهم المنطوق، وقد تضمّن العناصر الآتية: مفهوم التعليمية، مفهوم ميدان فهم المنطوق والتعبير الشفهي: أهميته، أنواعه، مهاراته، أهدافه، وأسباب تدني مستوى التلاميذ في التعبير الشفهي، وطرق وأساليب علاجه.
أما الفصل الثاني المعنون بـ: “دراسة ميدانية في تعليمية ميدان فهم المنطوق” إطار تطبيقي، تضمن ثلاثة مباحث، المبحث الأول: خصص لنصوص فهم المنطوق والقيم، والمبحث الثاني: تناولنا فيه تحليل نتائج الاستبيانات، مع ذكر التوصيات والاقتراحات، والمبحث الثالث: تناولنا فيه تقنيات تسيير حصة ميدان فهم المنطوق، ثم أتممنا هذا البحث بخلاصة النتائج المتوصل إليها، من خلال هذه الدراسة الميدانية.
اعتمدنا في دراستنا هذه على المنهج الوصفي، القائم على آلية التحليل والإحصاء، باعتباره المنهج الأنسب لمثل هذه الدراسة، التي تهتم بوصف مسار تقديم حصة ميدان فهم المنطوق، أما آلية التحليل والإحصاء استعنا بها في تحليل وإحصاء وعرض نتائج الاستبيانات، التي وزعت على التلاميذ والأساتذة.