تفصيل
- الصفحات : 314 صفحة،
- سنة الطباعة : 2022،
- الغلاف : غلاف مقوى،
- الطباعة : الأولى،
- لون الطباعة :أسود،
- ردمك : 978-9931-08-272-9.
الحمدُ لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الخلق، وسيد المرسلين، محمّد المصطفى، وعلى آله الأطهار وأصحابه الأخيار.
وبعدُ، فقد اطلعتُ وأنا أجوس بين مباحث كتاب (دراسات في فقه اللغة) لـِ(د.صبحي الصَّالح) على مصطلحي التَّقارب والتَّباعد، ووجدتُ في نفسي ميلًا إلى بحث هذين المصطلحين، وما ينطوي تحتهما مِنْ ظواهر لغوية معتمدًا في ذلك على المصحف الشَّريف، ثُمَّ تضافرت عوامل أخرى في توكيد هذا الميل، أهمها:
الأول: رغبتي في أنْ أبحث في موضـوع يخصُّ كلام الله جلَّ شأنه، فهـو أُمنية الدارس أنْ يقترب مِنْ تلكَ الرّحاب الطاهرة، رحاب القرآن الكريم.
الثّاني: لم يعرف أكثر الذين يعنون بدراسة الظّواهر الصَّوتية عن مصـطلحي التَّقارب والتَّباعد شيئًا إذا ما قيست بغيرها مِنَ الدّراسات التي كتبت عن الظّواهر اللغويّة الأخرى التي أخذت نصيبًا وافرًا مِنْ دراسات العلماء والباحثين الذين كتبوا عن هذه الظّواهر وأثرها في مجال اللغة العربية.
الثالث: لم تدرس أكثر الظّواهر اللغويّة التي تنطوي تحت مفهوم التَّقارب والتَّباعد بالاعتماد على القرآن الكريم بل دُرست بالاعتماد على اللهجات العربية وألفاظ المعجم؛ إذ لا توجد-على حدِّ علمي- دراسة مستقلة بعنوان (التَّناسب في القرآن الكريم) أو (المخالفة في القرآن الكريم)، إلى غير ذلك مِنَ الظّواهر الصَّوتية الأخرى. وكانَ هدفي في هذه الدِّراسة الإحاطة والتخصص، ولهذا غيرت عنوان الأطروحة الذي هو (التَّقارب الصَّوتي والتَّباعد في القرآن الكريم) ليكونَ (تقارب الأصوات وتباعدها في القرآن الكريم في المفردة والتَّركيب).
أشهـد أنَّ البحث لم يكن هيّنًا، ولم تكن الطريق ميسورة، لأنَّني قد لجأت إلى ثلاثـة أضرب مِنَ المصادر هي:
وقبل أنْ أنتقل إلى الحديث عن فصول الأطروحة لا بُدَّ لي مِنْ بيان أربعة أمور:
أولها: أنَّ مبدأ المفردة والتَّركيب هو المبدأ الذي سرت عليه في مبحثي (الإدغام) و(الإتباع) وخرجت عنه في مبحثي (التَّناسب) و(المخالفة) لِمَا تطلبته طبيعة الموضوع في المبحثين الأخيرين .
أمَّا (الإبدال) فحكمه مبدأ التَّقارب والتَّباعد بالاعتماد على تقسيم الدكتور حسام سعيد النّعيمي في كتابه (الدّراسات اللهجية والصَّوتية عندَ ابن جنّيّ).
ثانيها: أنَّ التقسيمَ الذي سرت عليه في هذا البحث هو التقسيم الموضوعي للقرآن الكريم (آيات العقائد وآيات الأحكام وآيات القصـص والأمثال) وهدفـي في ذلك شيئان هما:
ثالثها: أنَّ الجداولَ التي وضعت في ختام كلِّ فصـل شملت جميع المباحث التي بحثت في هذا البحث عدا مبحث (التَّناسب) لأنَّ القرآنَ كلَّهُ متناسب فلا يحصـره ضابط ولا تحدده إحصائية.
الأمر الرابع: أخرجت الدِّراسة الميدانية مصطلحين مِن المصطلحات التي ذكرت في التّمهيد، وهما: (التَّجانس) و(التَّماثل) وعلَّةُ ذلك أنَّ الدِّراسة أثبتت أنَّ التَّجانس إذا كانَ بينَ صوتين فإنَّه يدخل في ضمن إدغام المتجانسين، وإن كانَ التَّجانس بينَ حركتين فإنَّه داخل في ضمن الإتباع. أمَّا المماثلة فإنَّها إن كانَت بينَ صوتين فتكونُ ممثلة بإدغام المتماثلين، وإنْ كانَت بينَ حركتين فإنَّها ممثلة بالإتباع، فكلّ إتباع هو مماثلة، وليس كلّ مماثلة هي إتباع.
واقتضت دراسة الموضوع أنْ ينقسمَ على ثلاثة فصول يسبقها تمهيد، وتليها خاتمة.
ذكرتُ في (التّمهيد) خلاصةً عَنِ المصطلحات التي تنطوي تحتَ مفهوم (التَّقارب والتَّباعد) وقد رتَّبتها بحسب التَّرتيب الألفبائي وأردفَتُها بالحديث المُوجز عن العلاقات بينَ هذه المصطلحات ثُمَّ علاقتها بالموضوع. وأعني مفهومَها العام الذي يدخل في ضمن (التَّقارب والتَّباعد) لإقامة الدليل على أنَّ هذا المصطلح يستحقُّ الدرس والتقويم.
أمَّا الفصل الأول فقد أخلَصْتُه للحديث عن (آيات العقائد)، وجعلتُهُ في خمسة مباحث هي (الإبدال) و(الإتباع) و(الإدغام) و(التَّناسب) و(المخالفة). ودونت فيها خلاصةً وافيةً لكلٍّ منها، ومنهجي فيها .
وتحدَّثْتُ في الفصل الثّاني عن (آيات الأحكام) وجعلتُهُ في خمسة مباحث، تناولتُ في المبحث الأول (الإبدال) وفي الثّاني (الإتباع) وفي الثالث (الإدغام) وفي الرابع (التَّناسب) وفي الخامس (المخالفة)، معتمدًا في بيانها على آراء العلماء، وتتبَّعتُها في مختلف مصنفاتهم.
وجعلت الفصـل الثالث خاصًا بـِ (آيات القصص والأمثال) وقسَّمتُه على خمسة مباحث هي (الإبدال) و(الإتباع) و(الإدغام) و(التَّناسب) و(المخالفة) مستندًا في بيانها إلى كتب التّفسير والقراءات واللغة، ومستعينًا أحيانًا ببعض البحوث والرَّسائل.
وختمتُ الأطروحة بخلاصةٍ موجزة للنتائج التي توصلْتُ إليها في دراستي.
وختامًا أتقدم بالشكر الجزيل لأستاذتي الفاضلة الدكتورة ساجدة مزبان حسن، إذ صاحبتني في وضع خطة البحث وقراءة فصوله ومباحثه؛ فرعته رعاية الأختِ أخاها، ومنحته مِنَ العناية ماجعله يستقيم ويستوي.
وأقدم الشكر والامتنان لكلِّ مَن كانَت له يد بيضاء على الباحث واللحث، وأخصُّ بالذّكـر منهم أساتذتي في قسم اللغة العربية، الدكتور هاشم طه شلاش، والدكتـور قيس إسماعيل الأوسي، والدكتور نعمة رحيم العزاوي، والدكتور خليل بنيان، والدكتور علي ناصر.
ولايفوتني أنْ أتقدمَ بالشّكر للأصدقاء الأعزاء يونس صبار، ورائد نوري علي، وعبد الرَّزاق عارف حسن، وأخويَّ فؤاد حميد ونهاد حميد لِمَا أبدوه مِنْ مساعدات علمية طيّبة.
ولا أنسى أنْ أشكرَ زميلتي الصَّادقة الوفية طـالبة الدكتوراه (مائدة رحيمة) التي لم تقتصد في عون ولم تبخل بتوفير المصـادر.
وإذ أتقدّمُ بهذا البحث أتمنى أنْ أكونَ قد أحسنتُ عرضَ الموضوع، بما أتيح لي، وآمل أنْ أكونَ قد وفّقتُ في بيانه.