الحمد لله الذي علَم الإنسان ما لم يعلم . والصلاة والسلام على رسول الله هادي البشرية وناصح الأمة ، وعلى آله وصحبه الأبرار .

لقد بدأت مشواري البحثي ، أرتحل بين أروقة الكتب التي وثقت للحضارات ، كي أسجل ما خلفه الإنسان من عطاء مادي وفكري عبر الأزمان ، فالحضارة هي خير سجل يوثق ما أبدعته يد الإنسان وما جاد به فكره من درر .

وان الدراسة الحضارية تعد محاولة حثيثة لإيصال الحلقات التاريخية مع بعضها لينتج عنها سلسلة حضارية متواترة ، وما عكفت على دراسته في هذا الكتاب هو : الدور الريادي الذي حملته الحضارة العربية والإسلامية من الشرق إلى كل بقاع العالم ، مابين التأصيل والتهجين ، لتنتج غررا من التحف والعمائر والفنون ومختلف المعارف والعلوم . ولتكون منارا ومنهلا ، تنهل منه جميع الشعوب التي وصل إليها الإسلام وعلى مختلف بقاع العالم .

فالحضارات الحديثة ما هي إلا ثمرة لتفاعل ما تم نقله من أفكار وفنون ومعارف وعلوم عربية وإسلامية إلى مختلف دول العالم .