تفصيل
- الصفحات : 293 صفحة،
- سنة الطباعة : 2024،
- الغلاف : غلاف مقوى،
- الطباعة : الأولى ،
- لون الطباعة :أسود،
- ردمك : 978-9931-08-740-3.
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، عبد الله ورسله، سيدنا محمد النبي الأمي الأمين، وعلى آله وأصحابه أجمعين.
قيض الله سبحانه وتعالى لي أن أطلع على هذا الإنجاز العلمي للأستاذ الدكتور: “خالد بلعربي” بـعنوان” صفحات من تاريخ الغرب الإسلامي في العصر الوسيط“، وهو في أصله مجموع لعشرة أبحاث علمية أسهم المؤلف حفظه الله بالبعض منها ضمن المشاركات في المؤتمرات والندوات العلمية عقدت بداخل الوطن الجزائر وأخرى دولية.والبعض الآخر نشر في دوريات محكمة؛ وقد أثار من خلالها لفت الانتباه إلى جملة من المباحث والقضايا المهمة؛ كشف فيها عن جوانب من تاريخ وحضارة الغرب الإسلامي، منها:الاحتفال بالمولد النبوي الشريف بالمغرب الأوسط الزياني-بحث في السياق والدلالات؛ حيث شكلت العوائد الاحتفالية أحد مكونات البنية الثقافية بالمغرب الأوسط الزياني،وتجليا للقدسي،الذي لا يمكن من عزله عن السياق التاريخي، مما كشف عن جانب مهم من العادات وأسلوب التعبير عن التراث الديني للجزائر العصر الوسيط. ولا تقل الدراسة الموالية أهمية، فقد تناول فيها المؤلف جهود علماء مالكية المغرب الأوسط في بلاد الحجاز ودورهم في الحركة العلمية (633-962ه/1235-1554م)؛معرفا بجملة من الأعلام الذين كان لهم دور في الحركة العلمية في النهوض الثقافي والفكري ببلاد الحجاز. وأثر ذلك في مَدِّ جسور التواصل العلمي والفكري، بين المشرق والمغرب.
وفي بحث بديع، كشف المؤلف أجزل الله مثوبته، اللِّثام عن حقائق تاريخية، تتعلق بالمذهب الأشعري في المغرب الإسلامي ما بعد الموحدين وهي دراسة تكشف عن عوامل انتشاره وتأثيره في مجتمع المغرب الإسلامي خلال العصر الوسيط.
كما ضم هذا المجموع دراسات قيمة أخرى، رَصَدَ المؤلف في إحداها إسهام العلماء الأندلسيين في الحركة العلمية بوهران من القرن الخامس الهجري إلى القرن التاسع الهجري(11-15م).كما أبرز في دراسة تطور العلوم الطبية في عهد الخلافة الأموية في الأندلس وأثرها في تقدم الحضارة الإنسانية، في إنتاج المعرفة الطبية والتاريخية في الوقت ذاتهبالمغرب الأوسط قبل القرن السابع الهجري(13م).والشأن نفسه عند تناوله للعلوم الدينيةفي عصر الخلافة الأموية بالأندلس في عهد عبد الرحمن الناصر والحكم المستنصر في الفترة الممتدة من (300-366هـ/ 912-976م)؛ إذ هي من أزهى مراحل التقدم العلمي في الأندلس.
ولا يسعنا في هذه الكلمة المختصرة سوى تهنئة الأستاذ الدكتور خالد عن هذا الإنجاز العلمي القيم متمنية له التألق والمزيد من الإصدارات في حقل الدراسات التاريخية.وما أحوجنا في هذه الآونة لتزويد مكتبة التاريخ الإسلامي بالدراسات الجادة في حلقاته التاريخية، فجزى الله مؤلفه خيرا، على ما قدّمه في خدمة تاريخنا الخالد.
والله ولي التوفيق
أد. فاطمة بلهواري
أستاذة التاريخ الإسلامي بجامعة السلطان قابوس
سلطنة عُمـــان