تفصيل
- الصفحات : 170 صفحة،
- سنة الطباعة : 2022،
- الغلاف : غلاف مقوى،
- الطباعة : الأولى،
- لون الطباعة :أسود،
- ردمك : 978-9931-08-255-2.
إن استمالة الرأي العام نحو فكرة معينة هي هدف كل قائم بعملية الإقناع والتأثير ومن أجل ذلك ينصب اهتمام القائمين بالإقناع والتأثير على أفضل السبل و أقلها تكلفة ووقتا وجهدا في الوصول الى تغيير اتجاهات الرأي العام، أو بناء اتجاهات جديدة أو تعديلها أو لفت انتباه الجمهور نحو قضية معينة، وعلى هذا الأساس تراكمت البحوث العلمية في هذا الميدان بشكل لم يصبح الإقناع والتأثير طريقة فنية تمارس وإنما علما يدرس.
ويمتد الإقناع والتأثير الى مجال آخر وهو تسويق البضائع فأصحاب المصانع يولون التسويق الاقناعي لبضائعهم في وسائل الإعلام أهمية قصوى بالقدر الذي يولونه للإنتاج والتسويق الاقتصادي للبضاعة، على اعتبار أن اقتناع المستهلك بالبضاعة هو المحدد لمستقبل الشركة المنتجة في ظل منافسة شرسة وسوق مفتوحة، وعلى هذا الأساس تراكمت الإعلانات الاشهارية واللوحات واللافتات التي تستهدف استمالة الجمهور أو الزبون نحو بضاعة معينة.
وبناءا على ذلك يتبنى القائمون على الإقناع والتأثير أساليب وتقنيات متعددة للوصول الى إقناع المستهلك بأهمية بضاعة معينة، ولعل هذا ما يبرر إنفاق الكثير من الشركات الاقتصادية للأموال الطائلة في عملية الإقناع بإنتاجها وترويج سمعتها في السوق، وإذا ما تعرضت هذه الشركات لضعف مصداقيتها في السوق بسبب عيب في إنتاجها، تقوم بحملة دعاية واسعة وتصرف عليها أموال كثيرة من أجل استرداد سمعتها لدى المستهلك[1].
أما فيما يخص التسويق السياسي، فيعمد خبراء التسويق السياسي الى سلوك طريق الإقناع والتأثير لتسويق الإيديولوجيات والأفكار ومشاريع الحكومة وإقناع الرأي العام بها، وأكثر من برز في هذا المجال الدعاية الشيوعية والنازية، باعتمادها على تقنيات عالية في إقناع الناس بأفكارها وكان هذا السلوك هو الأساس في قيام النظام السياسي وإيجاد التفاف شعبي حوله.
وهذا ما هو حاصل في موضوع ” أمركة العالم ” في مرحلة ما بعد الحرب الباردة فالعالم اتجه بكليته إلى أمريكا وأعجب بأسلوب حياتها وثقافتها ونظامها السياسي، وأصبحت المقياس الذي يقاس به صحة السلوك من عدمه، وكل دولة في العالم تسعى لأن تخطب ودها ورضاها تحت ضغط وكثافة الحملات الإقناعية الأمريكية، ولم يتحرر من هذا الأسر بعد وما دام الوضع كذلك، يبقى النموذج الأمريكي في السياسة والاقتصاد والثقافة ونمط العيش هو الأكثر قبولا في العالم حتى ولو وجد ما هو أحسن منه، لأن الحسن في غير الأنموذج الأمريكي غير معروف، وإذا عرف لا يجد من يقنع به ويسوقه في العالم.
ويمتد الإقناع والتأثير أيضا الى مجال الحملات الاجتماعية حيث تعمد المؤسسات التربوية ومؤسسات البيئة والصحة وغيرها الى تصميم حملات اجتماعية حول قضية معينة تخص المواطن مباشرة، وتتضمن توجيهات وإرشادات ليستعين بها في التعامل مع موقف ما أو تكون تستهدف تربية الحس الوطني والتضامني لدى المواطن أو تزويده بثقافة ومعلومات حول قضية تخص حياته مباشرة، ففي هذه الحالة يؤدي الإقناع والتأثير وظيفة التنشئة الاجتماعية والضبط الاجتماعي الطوعي في المجتمع.
فالإقناع وسيلة فعالة لجعل الفرد يتصرف ويفكر إراديا وفقا للمنحى الذي أراده له القائم بالإقناع وهو في نفس الوقت هدف إذا وصل إليه القائم بالإقناع، وهناك من يحدد هذه العملية في معنى القوة، إذ القوة بالنسبة لهذا الاتجاه هي جعل الأفراد يتصرفون وفق إرادة ومصالح القوي عبر آليات وتقنيات معينة[2].
و في مطبوعة المحاضرات هاته نحاول التعمق في الاتصال الحجاجي والاقناعي بشكل يستوعب من خلاله الطالب محتويات المقياس ويحاول ربطه مع تخصصه في مستوى الماستر اتصال وعلاقات عامة وحتى مع المقاييس المشابهة،و عليه قسمناها الى ثلاثة فصول،تناولنا في الفصل الأول الاتصال والحجاج والاتصال الحجاجي وخصصنا المبحث الأول للاتصال،نشأته ومفهومه أما المبحث الثاني الحجاج والاتصال الحجاجي والمبحث الثالث خصصناه للحجاج والاقناع،العلاقة ومقومات التأثير، في الفصل الثاني استعرضنا مفهوم الاتصال الاقناعي وسيكولوجيته وجاء المبحث الأول منه بعنوان بين الاقناع والاتصال الاقناعي في حين انتقلنا الى سيكولوجية الاقناع ومفعوله في المبحث الثاني وخصصنا المبحث الأخير ضمن هذا الفصل لتقنيات الاقناع،و في الفصل الثالث والأخير خضنا في نظريات الاقناع واستراتيجياته،شرعنا في أول مبحث منه في استعراض أهم نظريات الاقناع،ثم عرجنا في المبحث الثاني على استراتيجيات الاقناع والتأثير أما المبحث الثالث والأخير فتعلق بالاستمالات المستخدمة في الرسالة الإقناعية.
[1]−عامر مصباح، الإقناع الاجتماعي ( خلفيته النظرية وآلياته العملية )، ط2، ديوان المطبوعات الجامعية، الجزائر، 2006، ص ص(9−11).
[2] −نفس المرجع السابق،ص ص(12−14).