تفصيل
- الصفحات : 127 صفحة،
- سنة الطباعة : 2024،
- الغلاف : غلاف مقوى،
- الطباعة : الأولى ،
- لون الطباعة :أسود،
- ردمك : 978-9931-08-775-5.
الحمد لله والصلاة على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهديه وبعد:
إن الجهود المكثفة التي بذلت في ميدان التعليم خلال عشرات السنين الأخيرة بغية تحسين العمل التربوي، انتهت إلى ضرورة فهم العملية التعليمية التعلمية أو العملية الديداكتيكية أكثر، من قبل القائمين عليها وإلى معرفة حقها بأقطابها المتمثلة في المرسل(المعلم)،المتلقي(المتعلم)،و المادة التعليمية، والعلاقة التي تربط كل عنصر بالآخر، وهذا كله بهدف بلورة المنهاج المدرسي والعمل على بناءه وإعداده بشكل ملائم ومناسب لكل قطب من أقطاب الموقف التعليمي ومن أجل معرفة أهدافه والعمل على صياغتها بطرق إجرائية.
و من هنا ظهرت العلاقة التي تربط بين المفهومين إلى حد اعتبارهما مفهوما واحدا عند بعضهم، فالمنهاج المدرسي هو وسيلة وأداة لتغطية الاهتمامات المشكلة لموضوع الديداكتيك بواسطة جملة من الخبرات والمهارات التي يمارس فيها المعلم دوره أثناء تقديمه للمواد الدراسية، إلا أن هذا لا يتحقق إلا من خلال مجموعة من الأسس التي ينطلق منها المنهاج بحيث يجب عليها أن تراعي مختلف الجوانب المحيطة بالمتعلم كالجانب النفسي والاجتماعي والمعرفي.
ومن جهة أخرى نجد أيضا مجموعة من الأركان التي تشكل بناء هندسيا للمنهج وتحدد غاياته وأهدافه، وتتمثل هذه الأركان في :الأهداف، المحتوى، الطرق، والتقويم.
ونظرا لأهمية المناهج الدراسية باعتبارها أحد المحاور الأساسية للعملية التربوية والتعليمية، فقد ركزنا في هذه المحاضرات على دراستها دراسة مستفيضة، لأن المنهج هو الطريق الذي تسير وفقه العملية التعليمية التعلمية وتقتفي أثره باعتباره صلب التعليم،فلا تعليم بدون منهج، فهو الركيزة الأساسية لنهضة هذا المجال من جهة ولتقويمه من جهة أخرى.
و فيما يخص التقويم فهو عنصر أساسي من عناصر العملية التعليمية التعلمية، التي تشمل الأهداف والأساليب بالإضافة إلى طرائق التدريس وأساليب التقويم والقياس.
لكن نحن ما نزال وللأسف في مدارسنا وجامعاتنا حبيسين للمفهوم القديم للمنهج بتقديسنا للمعرفة وبالتالي للنمو العقلي لدى المتعلم وبتجاهلنا للقيمة والغاية الأعم والأشمل للتربية وهي السعي نحو النمو الشامل والمتكامل للمتعلم واعتباره ليس عنصراً ثانوياً في العملية التربوية والتعليمية التعلمية، بل محوراً لها وركيزةً أساسية ينطلق منها المعلم في تحديده للأهداف بأنواعها وبمستوياتها والطرق والأساليب وأدوات القياس ومن ثم التقويم .
فمن خلال التقويم بمفهومه الصحيح والحديث فإننا نحرص على البحث عن الاستعداد والرغبة لدى المتعلم في أي تعلم أو أهداف نرغب في تحقيقها معه لأيماننا بأن الرغبة في التعلم -وكما أشار علماء النفس- هي السبب المباشر وراء حدوث التعلم، والعكس صحيح.
نعم، إنه التقويم الذي يشكل فحوى هذه المحاضرات التي نحن بصدد تقديمها للقارئ هنا،و نخص بالذكر طلبة السنة الثانية ماستر، تخصص:تعليمية، وحتى باقي التخصصات الأخرى،لما لا ؟ لأنهم جميعهم يدرسون في قسم اللغة العربية وآدابها من السنة الأولى ليسانس إلى السنة النهائية ألا وهي السنة الثانية ماستر.
وآثرنا اتباع طريقة جديدة في تقديم هذه المحاضرات،و كذلك فإننا لا ندعي بأنها جديدة بالنسبة للباحثين، إنما هي –بالتأكيد-جديدة بالنظر إلى ما تلقيناه في المدرسة النظامية وإلى الطريقة التي ما تزال سائدة في التدريس الجامعي برمته وخاصة ما يتعلق بالتطبيقات أو الأعمال الموجهة، كما يحلو للبعض تسميتها.و قد يعترضنا عارض بالقول أن المدرسة الجزائرية والجامعة كذلك قد عرفت إصلاحات كثيرة ….و أنا أقول أن ما أحدث من إصلاحات منذ المدرسة الأساسية مرورا بالتدريس بواسطة الأهداف ثم الكفاءات، ولكن شيئا لم يتغير في واقع الدرس اللغوي والأدبي كذلك،إنما هي إصلاحات شكلية حيث الطريقة التقليدية الموروثة ألبست ثوبا خارجيا جديدا، قد يكون أوسع أو أضيق ولكنه –بالتأكيد-ليس على قدها .و استمر الاجترار يراوح مكانه.
وعلى هذا الأساس فقد فكرنا في تقديم هذه الدروس انطلاقا من الوضعية المؤسفة التي يمارس بها هذا النشاط،فالدروس أو الأنشطة اللغوية -و خاصة التعليمية وما بنبثق عنها -من أكثر الأنشطة حاجة إلى استخدام الأساليب العلمية والطرق التدريسية بأنواعها المختلفة-و ذلك بعد إدراكها من قبل الأستاذ طبعا-
فلا يلجأ الطالب –كما نرى اليوم-إلى جمع معلومات من هنا وهناك في أحسن الأحوال، وفي أسوئها، ويكتفي باستعارتها جاهزة من زميل سبقه، ويكتفي الأستاذ بتقييم هذا العمل تقييما مجترا لا يمت بصلة إلى مفهومه البيداغوجي المنشود. بل وتزيد الرتابة والتهاون والتسيب في داخل الحصة المخصصة لهذا النشاط.
وعلى كل،فهذا بعض مما أوحت به إلينا تجربتنا المتواضعة في تدريس هذا النشاط أو المقياس، آثرنا أن نعرضه على المعنيين، فإن لقي قبولا فهو مفيد وإن لقي رفضا فهو مفيد أيضا، بما أن الرفض يدعو المرء إلى المراجعة والنقد الذاتي لتحسين الأداء، ثم إنه قدر الكتابة في كل الأحوال أو كما يقول الجاحظ:“من صنع شعرا، أو وضع كتابا فقد استهدف،فإن أحسن فقد استعطف، وإن أساء فقد استقذف“.و لو أن الذي يحسن عندنا لا يستعطف بقدر ما يستقذف.
و على كل جاءت هذه المطبوعة البيداغوجية مشتملة على الموضوعات الآتية:
1-المناهج الدراسية(مفهومها ومكوناتها).
2-تحليل عناصر المنهج:
ا-من حيث الأهداف.
ب-من حيث المحتوى.
ج-من حيث طرائق التدريس.
3-تحليل عناصر المنهج(من حيث التقويم).
4-المناهج الدراسي(بناءها،تقويمها،تطويرها).
5-بناء المنهج الدراسي.
6-أسس المناهج الدراسية.
7-أركان المناهج الدراسية.
8-التقويم وأساسيات التقييم.
9-أنواع التقويم التربوي وأهدافه.
10-أسس التقويم ووسائل تقويم التحصيل الدراسي.
11-التقويم والاختبارات.
12-إعداد الدرس وتنفيذه.
خاتمة.
د.لزرق زاجية