تقديم

محاضرات ودروس في الفلسفة اليهودية والمسيحية، تمثل مرحلة إنتقالية للفلسفة إلى الطابع الروحي والطرح الثنائي، الذي أصبح يضيف إلى اللوغوس اليوناني بعدا دينيا سواء في الفلسفة اليهودية أو الفلسفة المسيحية، وهذه الدروس موجهة إلى طلبة السنة الثانية فلسفة مسار (L.M.D) السداسي الرابع، في مقياس أساسي له أهمية في طرح علاقة الفكر اليهودي المسيحي سواء بالسابق اليوناني أو الفكر الشرقي وكذلك إنعكاساته على اللاحق الفلسفي سواء الفكر الحديث الأوربي، وكذلك للمقاربة بين الفلسفتين اليهودية والإسلامية، والمسيحية والإسلامية، إضافة إلى تحليل أهم إشكاليات هذه الدروس وتأويلاتها الفلسفية وقراءة المفكرين لها.

وهذا ما يعطي لدروس مقياس الفلسفة اليهودية والمسيحية أهداف منهجية وبيداغوجية تعليمية، وأهداف معرفية تحليلية.

أما هدف الدروس المنهجي هو توضيح أهمية هذا العصر التاريخي للفلسفة الوسيطية والدينية، من خلال الإشارة إلى بداية عصر جديد للفلسفة بحضور الإيمان وما ترتب عنه من معارف جديدة أقرب إلى الغنوصية والإشراق منها إلى العقل أو التجربة، حيث أصبح الإيمان  في مرحلة أولية يعقبها حضور العقل واللوغوس، الذي كان مقدما في الفلسفة اليونانية، كون الإيمان يسبق التعقل، وهذه النقطة تحول فلسفي مهم نوضحه من خلال دروس الفلسفة اليهودية والمسيحية.

أما الهدف البيداغوجي التعليمي من خلال دروس الفلسفة اليهودية والمسيحية، هو الوقوف عند أعلام الفلسفتين مع إبراز أهم محاور التفكير عند مدارس هذه الفلسفة وتوزيعها إلى إشكاليات تتماشى وفق مباحث الفلسفة من وجود وأنطولوجيا إلى معرفة وإبستمولوجيا، وتصوراتهم الأكسيولوجية الجمالية، وكذلك توضيح نظريات الفلاسفة في العناية الإلهية، والسياسة وفلسفة التاريخ، وتحليل مصادر الفلسفة اليهودية ومصادر الفلسفة المسيحية، وتصنيفها، بين المقدس الديني والوافد الفلسفي العقلي، إضافة إلى المقاربة بين هذه الفلسفة والفلسفة الإسلامية.

أما الهدف المعرفي من خلال دروس الفلسفة اليهودية المسيحية يوجد في المسار التراكمي في تاريخ الفلسفة وأهميتها، في تقديم أرضية عقلانية لإشكالية لاحقة ترتبط بالتأويل، والعناية والسياسة والحرية، وتوضيح طبيعة كل فلسفة وأهميتها في عصرها وإستمراريتها  بصورة تراكمية أو قطائعية، أو نقدية إضافة إلى تحليل مصادر هذه الفلسفة ومباحثها وأعلامها ونقاط تمايزها، لتوضيح الفكر الوسيطي والديني للطلبة من خلال هذه الدروس الفلسفية.