تفصيل
- الصفحات : 96 صفحة،
- سنة الطباعة : 2019،
- الغلاف : غلاف مقوى،
- الطباعة : الاولى،
- لون الطباعة :أسود،
- ردمك : 978-9931-691-35-8.
يعتبر العمل من بين الموضوعات الرئيسة في علم الاجتماع، وقد كان العمل الصناعي محورا لتخصّص قائم بذاته، ألا وهو علم اجتماع العمل الصّناعي، فتزامن ظهور علم الاجتماع مع الثورتين الفرنسية والصّناعية كان له أثر كبير على بروز تخصصات فرعية من علم الاجتماع العام الذّي كان موضوعه الأساسي هو التغيّر الاجتماعي، بغرض الإصلاح وتحسين الحياة المختلفة للمجتمعات لاسيما الصّناعية منها.
لقد كان السوسيولوجيون الأوائل أمثال: أوجيست كومت ودور كايم وماركس وماكس فيبر… يدرسون الظواهر الاجتماعية من منطلق علمي محض، متأسين بالعلماء الطبيعيين ومبتغين الدقة والموضوعية، بعيدا عن الميتافيزيقا والغيبيات التّي كان رجال الكنيسة يعملون على تكريسها للتحكّم في الشّعوب، وبعيدا عن الجهل الذي كان سائداً قبل ظهور فلاسفة التّنوير.
فأوجيست كومت -مثلا- قسّم علم الاجتماع الذّي أسماه قبلا “الفيزياء الاجتماعية” إلى قسمين: استاتيكي (سكوني) يتمّ من خلاله حفظ النظام وبقاء المجتمع كالأسرة…، وجانب ديناميكي (حركي) يعنى بالتقدّم، هذا الأخير حسبه لا يتمّ إلا من خلال: العلم الوضعي والعمل الصّناعي.
ونتيجة لذلك شهدت المجتمعات الأوربية الصناعية ثورة هائلة وتقدّما متسارعا، وكان العمل الصّناعي هو قاطرة التغيّر الاجتماعي، ونتيجة لعجز علم الاجتماع العام عن دراسة كلّ الظّواهر الاجتماعية، استدعى الأمر توجّه العديد من علماء الاجتماع وتركيزهم على داسة العمل الصّناعي وتأثيراته على المجتمع ككلّ، ومنهم على سبيل المثال لا الحصر: دور كايم، كارل ماركس وماكس فيبر.
لقد كان المجال خصبًا للبحث والتقصّي في تلك الظواهر الاجتماعية التّي أفرزها العمل الصناعي، من قيم جديدة، ثقافة لم تكن معروفة سابقا، أنماط سلوكية غير تلك التّي كانت سائدة قبلاً، وخروج المرأة للعمل، ظهور أشكال جديدة للسّلطة، تحوّل على مستوى الأسر والعادات والتقاليد، بروز طبقات اجتماعية جديدة، وأنظمة جديدة أيضًا، فالعمل الصّناعي بحقّ أحدث تغيرات عميقة على مستوى الأبنية والأنظمة الاجتماعية، وعلى مستوى الثقافة والقيم والفعل الاجتماعي عموما (السلوك بالمفهوم الحديث).
إنّ هذا الكتاب كان في الأصل عبــــارة عن مجموعة من المحــــاضرات التّي ألقيتها على طلبــــة الماستر -علم اجتماع التّنظيم والعمل- في جامعة محمد البشير الإبراهيمي خلال السّنوات مل بين 2014 و2017، ونتيجة للقيمة التّي لمستها في محتواه، وحاجة الطّلبة والباحثين في التخصّص، ارتأيت تطويره ليكون على ما هو عليه الآن. وقد جاء هذا الكتاب الأكاديمي، والذّي يعتبر العمل الفردي الثّاني للمؤلّف، كمحاولة لإضافة شيء للتخصّص، رغم أنّه في الأصل عبارة عن تجميع وتنظيم لمادة علمية، والسعي لتقديمها في صورة مبسّطة للقارئ؛ حتى يتمكّن من فهم هذا التخصّص والانطلاق في سبر أغواره والتعمق فيه لاحقا.