إنَّ أفضل العلوم جمالا لأهلها علم اللغة أو النحو المقيم لزيغ اللسان وسلامة العبارة، وإن كان لا يقتصر على تصويب اللسان وإنما تخرج دراسة النحو إلى أغراض لغوية أخرى تقدم إطارا جديدا لنتائج التجربة النحوية العربية أو النشاط اللغوي ومنها:

• حفظ المواد النحوية وصياغتها في شكل قواعد
• يقتضي النحو مراعاة المبادئ العامة التي تنظم الظواهر اللغوية عن طريق الاستقراء ومعرفة أسرار اللغة
• الوصول إلى تكوين ملكة لغوية نحوية تمكن الدارس من معرفة الأحكام والقواعد.
• تيسير عملية ضبط اللغة ووصفها عن طريق النحو والاستغناء عن الجزئيات الكثيرة التي لا يستطيع الدارس إحصاءها
• يسهم النحو في دفع أشكال الاضطراب في الكلام المنطوق والاختلاف الحاصل بين اللغويين في مسائل لغوية كثيرة.

ومن هنا المنطلق جاء اهتمامنا في هذه الدُّروس التي قدَّمناها لطلاب السنة الأولى جامعي في شكل محاضرات مبسطة وشاملة مع توسيعها وتوثيقها وطبعها تعميما للفائدة، كان لمراجع النحو نصيب كبير في بلورته وتوضيحه، كم كان التركيز على جزئية هامة أهملت في قراءة المحدثين للمتون والمصنفات النحوية القديمة  وصفت بنعوت مجحفة وهي عدم اهتمام النحاة بالمعنى وانشغالهم فقط باللفظ حتى باتت الدعوة إلى التَّيسير ضرورة ملحة في الملتقيات والأيام الدراسية، وما من شك أنَّ تبسيط المادة وجعلها مرجعا هاما للطلاب لهو عمل شاق يقتضي ترتيب المادة وتنسيقها في موضوعات محدَّدة لذلك جاء توزيع هذه المادة توزيعا منظما اعتمدت فيه على دعائم هامة منها:

• الوقوف على التعاريف السهلة والمفصَّلة ومناقشتها مناقشة نحوية
• ذكر ما تيسَّر من أحكام الإعراب في ضوء الموضوع المبسط مع المثال التوضيحي
• إرشاد الطالب إلى كلام العرب وتوجيهه إليه، ولذلك كله جاءت الخزانة اللغوية لهذا العمل متنوعة اشتملت على موضوعات هامة كالكتاب، والمقتضب، والخصائص، والإنصاف وكتاب نشأة النحو وتاريخ أشهر النحاة لذلك رأيت من الضروري أن أتناول:
• مفهوم الكلام والكلمة والكلم والمفهوم العلمي للنحو ونشأته وارتباطه بدراسة الجملة العربية، ثم المعرب والمبني والمفعولات، هو عمل نأمل أن يكون مرجعا نافعا للطلاب.