تفصيل
- الصفحات : 369 صفحة،
- سنة الطباعة : 2021،
- الغلاف : غلاف مقوى ،
- الطباعة : الأولى،
- لون الطباعة :أسود،
- ردمك : 978-9931-08-021-3.
إن الحديث عن الأندلس و تاريخها يحمل في طياته كثيرا من معاني الفخر و الاعتزاز بأمجاد أولئك المسلمين ، الذين أرسوا في الأندلس دعائم وطيدة من الحضارة و التمدن ، و قواعد راسخة من المثل و الأخلاق النبيلة ، و يصاحب تلك المعاني المشرقة ألوان شتى من الأسى ، و الألم على ضياع ذلك الفردوس العظيم و أن مكانة أيّ أمة من الأمم لا تقاس إلا بما تخلفه من آثار و انجازات علمية و فكرية .
ونستشف ذلك العطاء السخي في ميدان الحضارة و حقول العلم و الأدب ، فقد كان حكام الأندلس يسارعون في تشجيع العلم و العلماء على البحث و التحصيل ، شأن ما قام به الخليفة عبد الرحمان الناصر أو الثالث ( 300 ، 350هـ/ 912 ، 961م) الملقب بالناصر لدين الله في تأليف الكتب و إنشاء المكتبات ، و لا يزال بين أيدينا الكثير من تلك التصانيف في شتى فروع العلم و المعرفة تحتاج إلى إبرازها و دراستها ، و لما كانت الأندلس تشتهر بمراكز الإشعاع الحضاري الإسلامي فإن مدينة الزهراء تعد إحداها المتميزة التي أدت دورها الريادي في نشر العلم و الحفاظ على الدين الإسلامي .
1 – تعريف الموضوع : و من أجل ذلك اخترنا عنوان موضوع الرسالة كالتالي :
« مدينة الزهراء حضاره الاندلس».
ما من شك في أن إثارة هذا الموضوع ، ذو الطابع الحضاري و الذي يتصل بتأسيس نظام جديد بمدينة الزهراء خلال الأندلس الإسلامي في حين كان الإسلام والمسلمون يتعرضون لحملات شعواء ، ترمي إلى تشويه ممارستهم و صورتهم و رواج بعض النظريات التي تسعى إلى التنكر لهذا العطاء الحضاري الإنساني الفريد من نوعه، و تم بفضله التعايش بين الشعوب و الديانات المختلفة ، ولم تعرف التعصب الديني إلا في حالات استثنائية قليلة و شاذة ، فقد كانت بعض منها تنطوي تحت حكم الخليفة عبد الرحمان الناصر بتفاعل و تسامح و تنامي من خلال الحركة العلمية و الفكرية ، ملؤها التآزر و التعاطف أمام مختلف شرائح المجتمع الأندلسي .
وتندرج وفق نظام فريد عصر الخلافة و التساكن وعبرت لغات و امتزجت و سكبت تراث اليونان و العرب في أقداح بعضها البعض، تلاقحت فيما بينها مخلفة ذلك الإرث الثري .
فقد حظيت مدينة الزهراء بالدراسة في كل العصور المختلفة ،كعصر ملوك الطوائف و المرابطين و الموحدين ، لاحظنا أن عصر الخلافة كثرت فيه الاضطرابات و الفتن السياسية ، صاحبه البناء و الرقي والازدهار الحضاري دون عائق أو عقدة الذي عرف أوجه ، لهذا لم تأخذ حظها الكافي في الدراسات بالأخص المجال العلمي والفكري ، فارتأينا أن نساهم بقسط من إلمام بجوانبها الثقافية و الفكرية المختلفة.
2 – أهمية الموضوع : تبوأت الزهراء عبر تاريخها مكانة هامة بين عواصم الحضارات الفانية و القائمة على عهدها ، فقد كانت قبلة للحضارة الإسلامية بكل خصائصها العلمية و الفكرية ، و مثلت ذروة الحضارة و التقدم ، ووصلت قمة المد الحضاري و الجغرافي للعروبة و الإسلام بالرغم مما عانته في بعض الفترات من ضروب أللأمن و الفتن ، و التقلبات السياسية التي هزت حضارتها في كل وقت من الأوقات كاللهو و المجون ، و نحن في دراستنا لمدينة الزهراء خلال القرن ( الرابع الهجري/ العاشر الميلادي ) و أول ما نبدأ به الدراسة هو الأوضاع العامة بالأندلس خلال هذا القرن ، و ظروف بناء الدولة إلى غاية سقوطها ( 411 هـ / 1020م ) و احتراقها تماما بسبب ثورة البربر .
و اعتبرت مدينة الزهراء من أهم الحواظر الإسلامية ، عمرانا و فكرا ، و بذلك تفصيل خططها لترتسم لنا صورة حضارية واضحة .
و تكمن أهمية موضوع “مدينة الزهراء حضارة الاندلس“ ، أن عظمة البحث الإنساني لن تكون واضحة ، إلا إذا ربطنا المعلومات التاريخية بالمعلومات العلمية و الفكرية، فإن تاريخ الحياة الثقافية و الفكرية عامة و العلوم خاصة ، بمثابة الحجر الأساسي للبناء التعليمي ، و تتبع دراسة التراث العلمي والفكري العربي الإسلامي، ما هو إلا خاطرا بعون الله على تنمية الفكر العربي الإسلامي و الميل إلى البحث العلمي ، و الاستزادة من مفاهيم العلم و المعرفة ، و أن عالمنا الحاضر متجه بسرعة إلى الجانب الفكري و العلمي إلى الثقافة الراقية الشاملة و الكاملة، وظهور حواضر زاهرة كمدينة الزهراء بالأندلس التي بفضلها أصبحت تحتل موقعا متميزا في العطاء الحضاري الإنساني و العالمي ، فمما لايشوبه ريب و لا يخامره شك أن دولة الإسلام في الأندلس قد أرست دعائم حضارة باذخة .
فتعايشت فيها الأجناس و الأديان و تثاقفت فيها اللغات و الثقافات ، و انصهرت فيها الطاقات على تراكيبها و تنوعها ، فأثمرت حركة علمية و فكرية متفاعلة مثلت بحق التاريخ الثقافي و الأدبي ، ما يؤكد أن الحداثة الأوروبية تعود في كثير من مظاهرها وأفكارها إلى ما قدمته مدينة الزهراء أنموذجا حضاري و إنساني ثم عندما يصر على أن تعايش الديانات السماوية الثلاثة أذيبت في بوتقة ظل الحكم الإسلامي العربي الأندلسي سيظل حلما إنسانيا مفتوحا على المستقبل .
فقد تميز تاريخ الأندلس بحركة البناء و التشييد فلم تمنع الفتن و الحروب بدون قيام بأعمال الإنشاء العظيمة ، و كان في مقدمتها بناء مدينة الزهراء كأهم مدن أندلسية التي امتدت عصر الخليفة عبد الرحمان الناصر خلال القرن ( الرابع الهجري / العاشر الميلادي ) .
و على العموم ، عرفت الأمصار الإسلامية في القرن الثالث و الرابع و الخامس للهجرة ، مظهرا من مظاهر الإضطرابات السياسية ، و عمت الفوضى و التكالب حول الحكم و كثرت الفتن المذهبية و ساءت الأحوال و تناقضت فيه حياة المسلمين عامة أشد التناقض اجتماعيا و اقتصاديا و زهقت آلاف النفوس البريئة على مذبح الثغرات الدينية و في هذه الظروف أخذ الضعف يدب في جسم مدينة الزهراء شأن غيرها من نظام الأمم و الدول والشعوب و العمائر و ظهرت مدينة منافسة لها، تعرف باسم ( الزاهرة ) التي ذاع صيتها و ازدهرت حضارتها و بلغت ذروتها في مختلف مجالات العلم و المعرفة .
3- إشكالية الموضوع : جاء بناء دراستنا بطرح مجموعة من التساؤلات و المتمثلة فيما يلي:
و بالنسبة لإشكالية البحث فقد رأينا أن تكون على النحو التالي:
4 – منهج البحث : أما فيما يخص المنهج الذي اعتمدناه في إنجاز هذا العمل :
4 – خطة البحث : قسمنا البحث إلى ثلاث فصول و هي :
الفصل الأول : تطرقت فيه إلى “ خطط مدينة الزهراء و الأوضاع العامة ما بين القرنين الثالث و الرابع الهجريين /التاسعو العاشر ميلاديين “و المتمثلة في الوضع السياسي و الاجتماعي و الاقتصادي و محاولة لرسم المعالم الحضارية في تخطيطها وبنائها و عمرانها و مدى إسهام حكام و خلفاء هذا العصر في تطوير عوامل و بناء و إحياء الحركة العلمية و الفكرية و ما اتصفوا به من سلوك اتجاه العلم و علماء ومواقفهم النبيلة في تشجيع أقطاب المفكرين و الأدباء .
الفصل الثاني : يتجلى في “ الحركة العلمية و الفكرية “و طبيعتها و طابع التغير الحاصل و تنظيم أسلوب نشاطها و المواقف في دورها و خصصت بذلك مجمل الأنشطة العلمية و الفكرية السائدة عصر الخلافة من اهتمام بالكتب و المكتبات ، و الوقف و التأليف و تركيز كل ما يتصل بالكتاب من نسخ و تجليد و ذكر مشاهير من العلماء و من هواة للكتب ووراقين في ذلك العصر ، و اهتمامهم بمراكز العلم من خلال التعرض إلى نظام التعليم و مراحله و طرقه التلقينية و عملياته في التدريس، و تناولنا أيضا بعرض أمثلة عن العلوم العقلية أبرزها ما جاء به الفلاسفة و كيف انتشرت مؤلفاتهم العلمية، بالإضافة إلى الطب و الصيدلة لأهمية هذين العلمين في المجتمع الأندلسي، و لاسيما دور المسجد في نشر العلوم و كان يتم في بعض المنازل والأماكن المتنوعة ، و كما جاء التحدث عن دور المرأة الأندلسية وأثرها في التعليم و مشاركتها في الحكم و التطرق إلى النشاط العلمي في هذا المجال من النحويين و اللغويين ، و إنتاجهم و إضافة إلى التاريخ و الجغرافيا و مكانة كل منهما عند المسلمين بما في ذلك لأهم العلوم النقلية في هذا المجال القيّم من حياة أدبية و علوم اللغة، و العديد من الألوان الأدبية الأخرى التي ساهمت في انبعاث وتجديد المجال الأدبي و العلمي .
الفصل الثالث :تطرقنا فيه إلى إبراز”مظاهر وآثار هذا النشاط من الحياة العلمية والفكرية “ أي مجمل إنعكساتها على المجتمع الأندلسي و على أوربا المسيحية ودور اليهود الذين فاقوا حدود أهل الذمة و على المشرق و المغرب أين سادت حاضرة الزهراء خاصة منها ( السياسية ، الاجتماعية ، الاقتصادية ) و آثارها المختلفة من تبين مواقف الأندلسيين من السلطة و العلماء و عامتهم ، فقد تعداها إلى أمصار إسلامية أخرى ، خاصة باتخاذهم حواضر ثقافية بالمغرب الأوسط نموذجا لها بهذا التأثير ومنها مدينة بجاية الحمادية انموذجا حضاري إسلامي الذي جعل من هذه المدينة ذات الماضي الثقافي الفاخر و المكان القطب المشوق أكثر للجزائر في العصور الوسطى ، و بالمقابل عجلت عوامل أخرى بالأندلس لفناء الحياة العلمية و الفكرية بمدينة الزهراء و ظهور حاضرة أخرى تعرف بالزاهرة تضاهي بذلك عظمة مدينة الزهراء .
المصادر و المراجع :اعتمدنا في البحث على مجموعة من المصادر و المراجع و أهمها :
أولا: المصادر
“نفح الطّيب من غصن الأندلسالرّطيب” لمؤلفه المقري التلمساني (ت1041ه/1632م ) هذا المصدر الذي أفادنا في الإلمام بالجوانب الفكرية والعلمية بصورة واضحة عن مدينة الزهراء
كما اعتمدنا على المصدر تاريخ افتتاح الأندلس لإبن القوطية ( ت367 هـ/ 977م) الذي قام بتحقيقه الدكتور إسماعيل العربي ، و قد خدمنا هذا المصدر في تاريخ الأندلس من الفتح حتى عهد الخليفة عبد الرحمان الناصر ، كما اعتمدنا على المصدر أخبار مجموعة في فتح الأندلس وذكر أمراءهارحمهم الله والحروب الواقعة بهم لمؤلف مجهول ، و قد حوى هذا المصدر على معلومات هامة دقيقة و مفصلة في تاريخ الأندلس، و أنهاه بوفاة عبد الرحمان الناصر لدين الله سنة ( 350 هـ /951م ) و كتاب بيان المغرب في أخبار الأندلس والمغرب لإبن عذارى المرّاكشيّ (ت 706 هـ / 1306- 1307م ) و بعضهم يرى أنه قد كتب في القرن ( الرابع الهجري / العاشر ميلادي ) و قام بترجمته المؤرخ الإسباني لا فونتي القنطرة (La Fount) في سنة ( 1285 هـ / 1867م ) و هذا المصدر الذي ساعدنا في إثراء الجانب السياسي و الحضاري لمدينة الزهراء خاصة الجزء الثاني و الثالث وكتابالمعجب في تلخيص أخبار المغرب لعبد الواحد المرّاكشيّ ، إذ يلخص تاريخ المغرب و الأندلس خاصة ابراز مظاهر الحياة العلمية و الفكرية للمجتمع الأندلسي بمدينة الزهراء ، و مدى الازدهار الحضاري بها و مختلف التطورات الثقافية الحاصلة في بلاد الأندلس .
– كتب التراجم : منها كتاب الصلة لإبن باشكوال و هذا الأخير الذي قام بترجمة الحكام و الأئمة و العلماء و المحدثين في الأندلس ، كما اعتمدنا على كتاب ابن الآبار ( 595 ، 658 هـ/ 1199، 1260م ) «الحلةالسّيراء» و هذا الأخير من أهم المؤلفات التي كتبها ابن الآباروابن بسام الأندلسي ( 542 هـ/1147م ) الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة و قد ذكر العديد من الأدباء و الشعراء و الفقهاء و تخليدا لمآثر قومه و أسرد معلومات تاريخية ، بشكل أدبي موسوعي بالأخص الذين عاشوا في القرن ( الخامس الهجري /الحادي عشر الميلادي ) من أهل قرطبة .
وكتاب بغية الملتمس في تاريخ رجال الأندلسلمؤلف الضبي و كتاب جذوة المقتبس في ذكر ولاة الأندلس للمؤلف الحميدي ( ت 488 هـ/ 1095م ) و محمد لسان الدين بن الخطيب الحلل الموشية في ذكر الأخبار المراكشيةو اضافة إلى مصادر متخصصة في ترجمة القضاة من بينها “ قضاة قرطبة “ للخشني و له أيضا طبقات علماء افريقية عند ذكر بعض التراجم المختلفة .
و كذلك الكتاب الخاص بالقضاء تاريخ قضاة الأندلسللنباهي وتاريخ علماء الأندلس لابن الفرضي (351 ، 403 هـ / 962 ، 1013م ) الذي قام بتحقيقه: إبراهيم الأبياري بالجزء الأول و الثاني .
– المصادر الدينية : كانت قليلة نظرا لأن موضوع دراستنا ذو طابع حضاري أكثر منه ديني لذلك اقتصر على كتاب ترتيب المدارك و ترتيب المسالك لمعرفة أعلام مذهب مالك للقاضي أبي الفضل عياض اليحصبي السبتي المتوفي سنة ( 544 هـ / 1149) و هو معجم لأتباع المذهب المالكي ، فقد ذكر فيه عددا كبيرا من أعلام الأندلس، و ذلك بحكم أن الغالبية العظمى من هؤلاء الفقهاء هم من أتباع مذهب مالك، فتحدث عن دورهم و مؤلفاتهم و أسماء شيوخهم و تلاميذهم ، وعلاقاتهم العلمية ورحلاتهم وزاد من أهمية هذا الكتاب أن مؤلفه عاش في فترة زمنية قريبة من أولئك العلماء ، مما كان لذلك كله أكبر الأثر في إعطائنا معلومات هامة، و أيضا الشيخ أثير الدّين أبي حيان الأندلسي و المتوفي سنة (745 هـ / 1344م ) ، سيما مقدمة صاحب هذا كتاب تحفة الأريب بما في القران من الغريب وذكر فيه بعض المؤلفات و المخطوطات المفقودة من تاريخ الأندلس.
كتب الجغرافيا : و نجد منها « صورة الأرض» لابن حوقل و كتاب الجغرافيا لإبن سعيد المغربي وتقويم البلدان لأبي الفدا و محمد بن عبد الله بن بطوطة (ت779هـ/1377م ) في كتابه رحلة ابن بطوطة المسماة تحفة النظّار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار و إلى جانب ذلك أبو الحسن علي بن الحسين المسعودي ( ت 346 هـ /957 م ) في مؤلفه مروج الذهب و معادن الجوهر و كتابه الثاني التنبيه و الأشرافو أبو الحسن محمد بن أحمد المعروف بابن جبير ( ت 614 ه / 1217م ) وكذلك السيوطي جلال الدين عبد الرحمان ( ت 911 هـ /1505 م ) في شرح عقود الجمان في علم المعاني و البيان و غيرهم من المصادر الجغرافية التاريخية ، وكتب الرحلة التي ساعدتنا في التعريف بمناطق الأندلس المنتشرة منها في الكور .
و تكمن أهمية المصادر بصفة عامة في تسهيل و دراسة تناول الموضوع و البحث فيه و تركيزها على الجانب الحضاري للأندلس ، فقد لجأت إلى تتبع أخبار هذه الحركة في بعض المصادر التاريخية و الأدبية و مظاهرها في عصر الخلافة أثناء عظمة مدينة الزهراء، و ما بلغته من ثراء و كنوز علمية و فكرية سايرت حضارتها المال والذهب أيام إشعاعها الحضاري .
كما استفدنا من بعض الدواوين الشعرية بالأخص ديوان ابن زيدون إلى جانب بعضأقوالالموشحات مثل«لسان الدين بن الخطيب في موشحه الشهير، وأشعار ابن خفاجة و ابن حزم الأندلسيو غير ذلك من مختلف الموشحات و الأزجال الأدبية الأندلسية و المغربية التي جادت بها قرائح الأدباء و أقطاب اللغة فنا و فكرا
ثانيا: المراجع
ومحمدعبد الله عنان دولة الإسلام في الأندلس لاسيما القسم الثاني الخاص بالعصر الأولوكذلكسعد بن عبد الله البشري صاحبكتاب الحياة العلمية في عصر ملوك الطوائف في الأندلس ( 422 ، 488 هـ / 1030 ، 1095م ) هذا الأخير موجود بالمكتبة الوطنية الجزائريةبالحامة .
وعبد القادر الدولاتي مسجد قرطبة و قصر الحمراء وكتاب محمد عبد الوهاب خلاف قرطبة الإسلامية في القرن ( الخامس الهجري/ الحادي عشر الميلادي )في إبراز النشاط العلمي و الفكري وويل ديورانت قصة الحضارةعلى وجه التحديد المجلد الرابع الخاص بحاضرة مدينة الزهراء .
وحسين مؤنسأطلس تاريخ الإسلامإلى جانب كتابهالحضارة و الثغر الأندلسي في عصر المرابطين و سقوط سرقسطة في يد النصارة سنة ( 512 هـ / 1118 م ) وكذلكمعالم تاريخ المغرب و الأندلس.
كما نجد علي حسين الشطشاط تاريخ الإسلام في الأندلس من الفتح العربي حتى سقوط الخلافة و ليفي بروفنسالالإسلام في المغرب و الأندلسورجعنا إلى كتاب للأستاذ بوعلام بن حمودة الأصل العربي الصحيح لعدد من الكلمات الاسبانية وهي دراسة مصحوبة بما ينبغي تصحيحه في معجم المجمع الملكي الإسباني ، و ابرز ألفاظ أدبية إسبانية ذات أساس لاتيني و قام بتعداد أخطاء المعجم الملكي لسنة 1984م .
كما أننا نرى الكتب التي ترجمت لهم لا تعطينا أكثر من اسمين أو ثلاثة أسماء عربية في سلسلة أسماؤهم ، مع أن بعضهم من رجال القرن ( الرابع و الخامس الهجريين/ العاشر والحادي عشر الميلاديين ) في حين نجد في تراجم العلماء الذين من أصل عربي في سلسلة من الأسماء العربية ، قد تصل إلى الستة أو السبعة و قد تزيد عن ذلك و يعود إلى عناية العرب المعروفة بالأنساب و الأحساب.
المراجع الاجنبية :
– Juan Vernet . Ce que LA CulturedoitAuxArabes pagne . D’ EG . l bon la civilisation des A rabes .
– Heider Bammate te .visages de I ‘islam .
– Toufie Fahd . la divination arabe .
– Murad wilfried hoemann . journal dun musulman allemand.
– Moncef chelli .la paraole arab.
ثالثا: المعاجم
أما عن المعاجم فتم استخدامها في التعريف بما ذكرناه من الأعلام و المناطق منها : خير الدين الزر كلي في معجمه “الأعلام” الجزء الرابع ، و أيضا شهاب الدين أبي عبد الله ياقوت بن عبد الله الحموي ( ت 626 هـ / 1229م ) معجم البلدان وتم تحديد العديد من المواقع و البلدان و التعريف بها سواء كان ذلك جغرافيا أم تاريخيا .
رابعا : الموسوعات والأطالس
في الغالب استخدمناها للتراجم و معرفة أهم المناطق الأندلسية و بعض الأعلام مثل الفلاسفة و الأطباء و لعل أبرزها : مسعود الخوند الموسوعة التاريخية الجغرافية الجزء الثالث الخاص ، بالتعريف بالمعالم الأندلسية و جغرافيتها و موسوعة تاريخية محمد شفيق غربال “الموسوعة العربية الميسرة ” و كذلك محمد حمدي زقزوق في موسوعته الشاملة بعنوان “الموسوعة الإسلامية العامة” وحسين مؤنس “ أطلس تاريخ الإسلام” في استقراء بعض الخرائط واستخدامها في الدراسة .
واعتمدنا عليها في فهم بعض الاتجاهات الطوائف و المذاهب و الملل و النحل والشعوب ، و تأثيرها على الفكر الديني العربي الإسلامي الأندلسي .
أيضا إلى جانب ذلك موسوعة رحاب خضر عكاوي بعنوان :موسوعة عباقرة الإسلام في الطب و الجغرافية و التاريخ و الفلسفة بالأخص الجزء الثاني لأشهر و أهم أقطاب العلماء في الطب و الجغرافية و التاريخ ، و الفلسفة و الفن و الموسيقى و أشهر انجازاتهم و تواريخهم ، و أعمالهم الأدبية و الفنية من التراجم و السّير لأهل الأدب و الشعر بالأندلس .
– الرسائل الجامعية و المقالات : فنجد أهمها انتصار صالح الدليمي في بحثها حول التحديات الداخلية والخارجية التي واجهت الأندلس خلال الفترة ( 300 ، 366 هـ / 912 ، 976م ) قد أفادتنا كثيرا وهذه الرسالة المنشورة بإشراف مجلس كلية الآداب في جامعة الموصل ، و هي جزء من متطلبات نيل شهادة الماجستير في التاريخ الإسلامي .
وهناك دراسة قيمة أخرى ساعدتنا كثيرا أنجزتها داليا أحمد فؤاد الشرقاويبعنوان الزخارف الإسلامية و الاستفادة منها ( تطبيقات زخرفيه معاصرة )و هي كذلكرسالة ماجستير بجامعة حلوان .
و من بين أهم هذه المقالات نجد مقال ثري جدا لنور الدين مداح تحت عنوان «علم أصول الفقه بالأندلس من الفتح الإسلامي إلى القرن الثامن الهجري» المنشور في مجلة رسالة المسجد للسنة السابعة في عددها الثاني لسنة( 1430 هـ /2009م ) وهي مجلة محكمة حديثة تصدرها وزارة الشؤون الدينية و الأوقاف بالجزائر قام بها مجموعة من الأساتذة و ساعدتنا في الإلمام في كثير من صور الفكر الديني والمذهبي .
و أيضا بسام عبد الحميد « فيمصادر المكتبة الإسلامية« الصادرة من طرف كلية الإمام الاوزاعي ، للدراسات الإسلامية في بيروت ، و اعتمدنا عليها في توضيح بعض المؤلفات التي تعد من بين أمهات المصادر الأساسية للتاريخ الإسلامي التي احتوت عليها بشكل مفهرس و مترجم.
و ناصر الدين سعيد وني في مقاله مدرسة بجاية الأندلسية “الأندلس قرون من التقلبات و العطاءات” مطبوعات مكتبة الملك عبد العزيز العامة بالقسم الثالث ، وقد تم نشره بالرياض و استفدنا من هذا المرجع بتأثير المظاهر و الآثار الحضارية الأندلسية و نقلها بنظيرتها بحواضر العدوة بالمغرب الإسلامي بجاية و تلمسان في ميدان الفكر و المعرفة التي ازدادت عن طريق التناسل و التنافس الحضاري الإسلامي بين بجاية والزهراء . و الأستاذ حوالف عكاشة في مقاله« المذهب المالكي بعد مرحلة التأسيس» من تنظيم وزارة الشؤون الدينية و الأوقاف لأعمال الملتقى الوطني الرابع للمذهب المالكي و انتشاره بالغرب الإسلامي .
أما عن الصعوبات فلا أريد أن أتكلم عن صعوبة المهمة من عناء و مشاكل ذاتية قد تصادف كل من يلج في البحث و الارتياد ميدان التاريخ الإسلامي ، لكن لا يمنع أن أتعرض لمشكلة أساسية إلى جانبضيق الوقت و التعسف الإداري لنظام التقليدي السائد للمكتبات ، و ما واجهني بصدق و حق أن فقدان المصنفات التاريخية المهمة على وجه التحديد من المصادر الأندلسية و المغربية التي لا تزال مجهولة ليومنا.
و بعضا من هذه الكتب النفيسة و الثمينة نسمع بها فقط و هي مفقودة طي النسيان أو قد تحتكرها الخزائن أو قد عبثت بها يد الزمان و أصابها التلف و الضياع و بالتالي لم تصلنا أصلا ، ربما راجع للصراع السياسي و المذهبي المحتدم أو نتيجة وصول أيادي البربر التي عبثت و نهبت ذلك التراث النادر الفريد من المصادر العربية الإسلامية الأندلسية مثلما ضاع الأندلس العز الثري و فخر لكل عربي الذي حرك و ألهم أوتار النفوس و الوجدان و غاب هو الآخر أثناء تخريب مدينة الزهراء و حرقها تماما خلال اندلاع ثورة البربر في سنة ( 411 هـ / 1020م ) و هزت وحدة وكيان المسلمين في الأندلس .
فأصبحت (جنّة الأندلس) تنافس و تساهم غيرها من الحواضرمع مختلف الأمصار السائدة بالمشرق و المغرب ، و صولا إلى أن ظهور حواضر جديدة ، سببه تراجع حواضر سابقة ، استنادا في تجسيد فكرة نظام طبقات بناء لمدينة الزهراء من قبل الخليفة عبد الرحمان الناصر لدين الله ووفق الآية الكريمة قال الله تعالى : “جنّات عدن تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها “ صدق الله العظيم .