مقدمة الكتاب:

في زمن تخصص التخصص يطل علينا المبدع عيسى لحيلح جامعا بين فنون كتابية عدة -القصة، الشعر، الرواية-، ومنتقلا من الكتابة إلى الرسم، في تجربة قليلة الحدوث في الجزائر، بهذه الشمولية.

كاتب ومبدع عرفته منذ أواخر الثمانينيات في رحاب جامعة قسنطينة، على الرغم من أننا نسكن في بلدية واحدة-الشقفة ولاية جيجل- واستمرت اللقاءات المتقطعة إلى أن كانت القطيعة في فترة التسعينيات من القرن الماضي، لنلتقي مجددا في سبتمبر2003 في جامعة جيجل وقسم اللغة والأدب العربي، لنكون زملاء في هيئة التدريس إلى اليوم.

في هذا المسار الطويل قرأت له الكثير،وجمعتنا العديد من اللقاءات الأدبية والثقافية التي تقام هنا وهناك بولاية جيجل، واستمعت لقراءاته الشعرية التي كانت تُشكلُ استثناء واضحا في المشهد الشعري الجيجلي،كما اشتغلت على متنه الشعري أكاديميا وإبداعيا، وكانت لي فرصة محاورته والتثاقف معه في عديد المرات، فتشكل لدي رصيد من الأعمال حوله،فكان هذا الكتاب “مع عيسى“ ليوثقها ويَشهدُ عليها.

“مع عيسى“؛ مقاربة في المؤتلف والمختلف في شعره من خلال المعارضات الشعرية التي كتبها بطريقة ارتكزت على البنية اللغوية للمعلقات السبع، مع تطعيمها برؤيته وثقافته لتواكب العصر، وقد كانت عبارة عن مداخلة قدمتها بجامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية  بقسنطينة سنة 2013.

“مع عيسى“”مقاربة للتجربة الشعرية لعيسى لحيلح” وكذا حوارات شعرية ونقدية تغوص في تجربته الشعرية والروائية،و قد بثت بإذاعة جيجل الجهوية في حصة “شواطئ الانعتاق” التي كنت أعدها وأقدمها، و نُشر واحد منها في موقع “ضفاف الإبداع” الإلكتروني ومجلة أصوات الشمال الإلكترونية.

“مع عيسى“كتاب يوثق لتجربة شعرية وروائية جيجلية  وجزائرية، أحاول من خلاله تقديم هذه التجربة وفق رؤيتي،و تقديم صورة عن هذا المبدع وتوثيق ما جمعنا في مجال الأدب والإبداع.

م.ص.خرفي

18/09/2021