تفصيل
- الصفحات : 160 صفحة،
- سنة الطباعة : 2020،
- الغلاف : مقوى،
- الطباعة : الأولى،
- لون الطباعة :أسود،
- ردمك : 9789931728849.
فمما لا شك فيه أن قضية إعجاز القرآن الكريم، قد استنفرت ألباب النحويين والبلاغيين، فغاصوا في لغة القرآن وبلاغته يكتشفون منها درره ونفائسه، ويحددون أوجه إعجازه، وروعة مناحيه البلاغية والأسلوبية الجمالية والفنية؛ مما فجر بعد ذلك ما عرف بنظرية النظم عند الباقلاني وعبد القاهر الجرجاني بصورة أخص، وكان من بين تلك الأساليب القرآنية –التي شدت انتباهي- أسلوب الشرط وأحكامه، وقد تفنن القرآن في تصويره وتطريزه، وتفريع أحكامه وأدواته، فعزمت –بذلك- التنقيب عن جزئية من جزئيات هذا الأسلوب، الأدوات الشرطية غير الجازمة، واخترت ذلك في سورة من سور القرآن الكريم، وهي سورة الإسراء، فجاء هذا البحث موسوما بالعنوان التالي: «من جماليات الأدوات الشرطية غير الجازمة في القرآن الكريم –سورة الإسراء أنموذجا».
تتمثل أهمية البحث في مثل هذه الموضوعات اللغوية من حيث الإسهام في الكشف عن ناحية من نواحي إعجاز القرآن الكريم البلاغية والنحوية، والإسهام في تطوير الدراسات اللغوية والأدبية للقرآن الكريم، ثم -بعد ذلك- المساهمة في سد فجوة في المكتبة الجامعية في تفعيل الدراسات اللغوية حول القرآن الكريم.
والحقيقة أن هذا البحث ينطلق في جوهره من سؤال رئيس يحاول أن يجيب عنه –قدر المستطاع- وهو : إذا كان القرآن الكريم معجزا في نظمه وأساليبه، فبماذا تميز عن العرب الفصحاء في استخدام أسلوب الشرط؟ وفي توظيف أدواته؟ سواء في أحكامها النحوية، أو في دلالاتها الشرطية البلاغية، ما داموا قد اشتهروا بالتفنن في هذا الأسلوب وغيره، والدراسات النحوية –قديمها وحديثها- قد استوفته دراسة ومنهجا وتأليفا، ويتفرع هذا السؤال الرئيس إلى أسئلة منبثقة عنه، منها: كيف استخدمت العرب هذا الأسلوب؟ وكيف وظفت أدواته للدلالة عليه؟ هل تخلص هذه الأدوات في الدلالة على الشرطية؟ أم أن هناك دلالات أخرى مصاحبة لها؟ وهل هناك اتفاق بين النحويين في التأصيل لها؟ وإذا كان هناك اختلاف، فيم تمثل؟ ولماذا؟ كيف فرقوا بين الأدوات الجازمة وغير الجازمة، ما هي ماهية هذه الأدوات؟ وكيف وظفوها في إطار دراستهم لنظام الجملة اللغوية؟ ما هي أهم أحكامها النحوية ودلالاتها الشرطية والبلاغية عندهم؟ بماذا تميز القرآن الكريم عنهم في هذا ؟ وعلى ماذا اعتمد في تجديد معانيها ودلالتها؟ وما هي الآليات والمعالم الأسلوبية القرآنية الكفيلة بتحقيق ذلك؟
وقد دفعنا إلى اختيار هذا الموضوع أسباب كثيرة، منها:
ومن الأهداف المتعددة التي سعى هذا البحث إلى تحقيقها:
هذا ولم أعثر –حسب علمي- على دراسة خاصة لهذا الموضوع، وأما عن أسلوب الشرط وأحكامه النحوية، وأدواته الشرطية الجازمة وغير الجازمة، فإن الدراسات الأكاديمية فيه عامرة وكثيرة، وقد استفدت من بعضها استفادة كبيرة، منها: رسالة ماجستير للطالب: عبد الجبار علوي: حذف جواب الشرط ودلالته في القرآن الكريم، مقدمة في قسم اللغة والدراسات القرآنية بجامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية.
وهناك رسالة أخرى للطالبة: منيرة لعبيدي، بعنوان: بناء الجملة الشرطية في مقامات ناصيف اليازجي، مقدمة في جامعة باتنة وغيرهما.
غير أن هذه الاستفادة اقتصرت على الفصل الأول للبحث دون الثاني الذي استفدت فيه من كتب التفاسير اللغوية، كتفسير ابن عاشور، وأبي حيان وغيرهما.
وأما عن المنهج المتبع في هذا البحث، فكان يعتمد غالبا على الوصف والتحليل لماهية أسلوب الشرط وأدواته الجازمة وغير الجازمة خاصة، والاستقراء الناقص لمواضعها في القرآن الكريم في محاولة لاستنباط قواعدها وقوانينها القرآنية، وتظهر أحيانا المقارنة في مناقشة آراء النحويين وأقوالهم، وتحديد –بعد ذلك- الراجح منها والمرجوح.
وأما عن خطة البحث: فقد قسمته قسمين كبيرين، تتقدمهما مقدمة ومدخل وتلحقهما خاتمة :
ـ مدخل: فخصص للحديث عن مفهوم إعجاز أسلوب الشرط في القرآن الكريم.
وأما الفصل الأول: فكان للحديث عن مفهوم أسلوب الشرط وأدواته الجازمة وغير الجازمة عند علماء النحو العربي البصريين منهم والكوفيين، فكان هذاالفصل –بذلك- مقسما إلى مبحثين:
المبحث الأول: الأدوات الشرطية الجازمة.
المبحث الثاني: الأدوات الشرطية غير الجازمة.
وأما الفصل الثاني: فكان للحديث عن بلاغة أدوات الشرط غير الجازمة في القرآن الكريم من ناحيتين: النحوية الإعرابية، والبلاغية السياقية، وذلك في سورة الإسراء النموذج المختار في هذا البحث، ثم استطرد ذلك بالإشارة إلى أثر بلاغة القرآن الشرطية لهذه الأدوات في الدراسات اللغوية والنحوية، وعلى مستوى الأغراض البلاغية، فهذان مبحثان داخل هذا الفصل.
ثم ختمت ذلك بخاتمة أوجزت فيها أهم النتائج المسجلة في مكانها من البحث، وفي نهاية المطاف ذكرت المصادر والمراجع التي رجعت إليها، كما ذيلت المذكرة بفهارس للآيات القرآنية والأحاديث النبوية، والأعلام، ومحتوى لموضوعات المذكرة.
هذا وقد كنت حريصا ـ أثناء كتابة هذا البحث ـ على اتباع ما يلي:
وأما مصادر الموضوع ومراجعه فكثيرة ومتنوعة، حسب مجالاتها المنسوبة إليها؛ كالألفية وشروحها، والمفصل وشروحه، والكافية وشروحها في النحو، والتفاسير اللغوية والبلاغية، وكتب علوم القرآن في باب التفسير، والمعاجم العربية في باب المعجمية، والمؤلفات النحوية المعاصرة المسهلة وغيرها،كما كان لبعض الرسائل الجامعية دورها في توجيه هذا البحث.
وأسأل الله في الختام أن يقيني زلات الاجتهاد، وهنات التفكير، وصل اللهم وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
كتبه الدكتور: محي الدين بن عمّار