مقدمة:

من المتعارف عليه علميا أن هناك مدخلين في الإدارة لحل المشاكل التي تعترض نشاط المنظمة وقد تقف في وجه تحقيق أهدافها، فهناك المدخل الكيفي حيث يستخدم متخذ القرار إلهامه وٍرأيه الشخصي في مواجهة المشاكل والعقبات ويعتمد على خبرته في اتخاذ القرارات، حيث يتم اللجوء لهذا المدخل عندما يكون موضوع القرار بسيطا وغير معقدا، أو عندما يتطلب الموقف اتخاذ قرار سريع وليس للمدير وقت كاف لجمع المعلومات وتحليلها. وهناك المدخل الكمي الذي ينظر إلى نشاطات المنظمة على أنها عمليات منطقية يمكن ترجمتها بصورة كمية على شكل نماذج ومعادلات ورموز رياضية.[1]

يستند مفهوم المدخل الكمي إلى الاستعانة بالأرقام وتطبيقات بحوث العمليات والإحصاء لتسهيل مهمة متخذ القرار في التعامل مع المشكلات الإدارية. وبدلا من اعتماد متخذ القرار على معلومات وصفية وافتراضات قد تفتقر إلى الدقة أحيانا. سعى رواد هذا المدخل إلى تأكيد أهمية الاستعانة بالنماذج الرياضية والإحصائية للوصول إلى نتائج تساعد متخذ القرار في اتخاذ قراراته. وقد ساعد استخدام هذه النماذج وغيرها في ضمان دقة القرار الإداري بالاعتماد على نتائج المعلومات والأرقام التي يمكن أن ترشد متخذي القرار في تحديد أفضل الحلول الممكنة للمشاكل التي يوجهونها والأهداف التي يرغبون في تحقيقها.^[2]

فالمدخل الكمي في الادارة هو عبارة عن التفكير المنطقي في حل المشكلات الادارية وقولبتها في شكل رياضي يساعد في ترشيد القرارات. ولعل من أهم أدوات المدخل الكمي في إدارة الاعمال هي النماذج الرياضية والتي تعتبر بمثابة حلول ممكنة للمشاكل معبر عنها رياضيا، وبسبب تعقد النموذج الرياضي، وضخامة حجم المعلومات التي تخضع للمعالجة، أو زيادة حجم العمليات اللازمة لتنفيذ النموذج فيستعان بالحاسب الالي لتسهيل وتبسيط عملية اتخاذ القرار للمدراء بالمنظمات.

وعلى اعتبار أن نماذج القرار من النماذج الرياضية المستخدمة في منظمات الاعمال فقد وجب تدريسها في الجامعات لمختلف تخصصات الإدارة. وهذا لتبيان الية صنع القرار اعتمادا على بعض النماذج الممكن تبسيطها لطلبة الإدارة وهي بالأساس مصفوفة اتخاذ القرار وشجرة اتخاذ القرار. مع العلم انه يجب لزاما على الطالب أن تتوفر لديه خلفية علمية ومعارف مسبقة لكل من بحوث العمليات والإحصاء الرياضي. من اجل تمكنه أكثر من استيعاب الية بناء ووضع النماذج الرياضية لاتخاذ القرارات.

وفي هذا الصدد سيتم التطرق في هذا الكتاب بصورة من الاختصار لأهم المفاهيم المتعلقة بنماذج اتخاذ القرار. ليتم فيما بعد عرض مجموعة من المسائل المحلولة للطلبة في موضوع نماذج اتخاذ القرار وهذا لما لاحظناه من النقص الفادح في المراجع وخصوصا التطبيقات المتعلقة بهذه النماذج كما تم اقتراح جملة من المسائل الغير محلولة للطلبة وهذا بهدف اختبار مهاراتهم وتطويرها في حل مسائل نماذج اتخاذ القرار.

[1] صبحي جبر العتيبي، تطور الفكر والأساليب في الإدارة، الطبعة الأولى، 2005، دار حامد للنشر، عمان، ص ص: 53-54.

[2] صالح عبد القادر النعيمي، الإدارة، دار اليازوري العلمية للنشر والتوزيع، عمان، 2008، ص 76.